تجتمع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء وغدا للتباحث حول الخطوات الإجرائية الواجب اتباعها لتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
ويترأس الاجتماعات رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ويغيب عنه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما يترأس الوفد الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات الذي وصل أمس إلى الدوحة.
وقال عضو في وفد مشارك إن الاجتماع "سيبحث الخطوات الإجرائية والقانونية التي يجب اتباعها لتقديم ملف طلب دولة فلسطين للعضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الاجتماع الذي تترأسه دولة قطر سينظر في تقارير الخبراء القانونيين الذين تمت الاستعانة بهم من أجل وضع إطار قانوني سليم لتقديم الملف، مشيرا إلى أن العملية معقدة ودقيقة وتحتاج إلى سلسلة من الإجراءات.
وتضم لجنة المتابعة العربية السعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين برئاسة دولة قطر.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في مايو/أيار الماضي للمرة الأولى أن الدولة الفلسطينية المنشودة يجب أن تقام على أساس حدود 1967، قبل أن يعود ويوضح أنه ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار "الحقائق الديموغرافية الجديدة على الأرض واحتياجات الطرفين".
غير أن عريقات دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن "يعلن بنفسه موافقته أمام العالم ووسائل الإعلام على أن حدود العام 1967 هي مرجعية المفاوضات وعلى وقف شامل للاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها بالقدس الشرقية".
الحدودوفي وقت سابق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله "إن جهودا تقف وراءها واشنطن وتدعمها اللجنة الرباعية الدولية تجري منذ عدة أسابيع لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكي يتخلى الفلسطينيون عن مشروعهم بالتوجه من جانب واحد إلى الأمم المتحدة".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن إسرائيل أبلغت قوى الوساطة في الشرق الأوسط استعدادها لمناقشة اتفاق مقترح بشأن الحدود مع الفلسطينيين لمساعدة القوى الغربية على إحياء محادثات السلام المتوقفة.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن إسرائيل أبدت استعدادها للقبول باتفاق يتضمن صيغة بشأن الحدود من أجل استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وتسهيل استئناف المحادثات المباشرة.
ومضى المسؤول قائلا إن مثل هذا الاتفاق يمكن أن يتضمن حدودا سيصعب على إسرائيل القبول بها، وأضاف أن جزءا منه سيعني الحصول على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وهو مطلب يرفضه حتى الآن القادة الفلسطينيون.
ونفى المسؤول تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية ووسائل أعلام أخرى جاء فيها أن نتنياهو تراجع عن رفضه السابق لاقتراح أوباما بالتفاوض بشأن الانسحاب لحدود العام 1967.
لكن المسؤول لمح إلى أن نتنياهو أبدى استعدادا جديدا لدفع جهود المحاولة الأخيرة التي يبذلها الأميركيون والأوروبيون لإحياء المحادثات المتوقفة منذ العام الماضي تحسبا لتحرك فلسطيني من جانب واحد للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول القادم.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون وغربيون قلقهم من أن تؤدي الخطوة الأحادية إلى أعمال عنف جديدة بعد أشهر من الهدوء نظرا للاضطرابات المنتشرة في العالم العربي ونداءات أطلقها بعض الفلسطينيين لتنظيم احتجاجات تواكب الحملة الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وقال راديو إسرائيل وإحدى القنوات التلفزيونية إن نتنياهو وافق على التفاوض بشأن انسحاب محتمل إلى حدود ما قبل حرب عام 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل الضفة الغربية ويريد الفلسطينيون إقامة دولتهم في الضفة وقطاع غزة.
لكن المسؤول الإسرائيلي صرح بأن نتنياهو كان واضحا بأن إسرائيل لن تعود إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 أي حدود ما قبل الحرب.