البر في القرآن الكريم
مِن لطائف القرآن ومزاياه أن تأتيَ الكلمة الواحدة فيه متصرِّفةً على وجوهٍ
كثيرة، ومعانٍ عِدة قد تكون متغايرةً، وقد تكون متقاربةً أو متوافقة، وقد
جعَل بعض العلماء ذلك من أنواع إعجاز القرآن؛ حيث كانتِ الكلمة الواحدة
تنصرِف إلى عشرين وجهًا وأكثر وأقل، وقلَّما يوجد ذلك في كلامِ البشر.
وسأتناول بالدراسة بعضَ الكلمات القرآنية وموارد استعمالاتها في المواضِع
المتعدِّدة؛ كي يكونَ قارئ القرآن ودارسه على بيِّنة من أمر هذه الكلمات
ومعانيها.
من هذه الكلمات الثرة:
كلمة "البر"، وقدْ جاءت في الكتاب الكريم على وجوه كثيرة، إلا أنَّها تدور
حول معاني الخير والعمل الصالح، والحق والعدل، والثواب الجزيل والإحسان إلى
ذوي القربى واليتامَى والأرامل والمساكين والمحتاجين، ففي سورة البقرة
المدنية: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾
[البقرة: 44]، فالبر المراد به الإيمان والعمل الصالح، ذلك أنَّ بعض أحبار
اليهود كانوا يأمرون أتباعهم سرًّا بالإيمان بنبينا محمَّد - صلوات الله
وسلامه عليه - ولا ونه، ويأمرونهم بالتصدُّق ولا يتصدَّقون، وبالعمل
الصالح ولا يفعلون، فوبَّخهم الحق - تبارك وتعالى - على نِسيان أنفسهم،
ومخالفة أقوالهم لأفعالهم.
وقال - تعالى -: في هذه السورة أيضًا: ﴿ لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى
حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ
فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].
وذلك أنَّه لَمَّا كثُر خوض المسلمين وأهل الكتاب في شأنِ القِبلة وتحويلها
من بيتِ المقدِس إلى الكعبة المشرَّفة - أول بيت وضع في الأرض - قال الله -
سبحانه - لهم: ليس أمرُ القِبلة بالأمر العظيم الذي يجِب أن تشغلوا بشأنه
عن سائرِ صنوف البر وأنواعه، ولكن البرَّ الذي يجب الاهتمام به والحِرص
عليه "بر" مَن آمن وقام بهذه الأعمال الصالحات التي تعود على المجتمعِ
كلِّه بالخير والرخاء، والألفة والفضائل، وهذه الآية أجْمعُ آيات البِر في
القرآن كله، وقد ذكَر الله سبحانه في هذه الآية الفذَّة الجامعة خمسَ عشرةَ
خَصلة، وهي غرر العقائد والأعمال والفضائل والآداب، وهي تَرجِع إلى ثلاثة
أنواع: فالخمس الأولى، وهي: الإيمان بالله، واليوم الآخِر، والملائكة،
والكتاب، والنبيِّين تتعلَّق بالكمالات الإنسانيَّة التي هي مِن قبيل صحَّة
الاعتقاد، وصِدق اليقين، والتي لا يُقبل عمل عامل مِن ذكر أو أنثى إلاَّ
بعد اعتقادها.
والست التي بعدَها، وهي: ﴿ وَآتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ﴾ [البقرة:
177] تتعلَّق بالكمالات النفسية التي هي من قَبيل حُسن معاشرة العباد
وبِرهم، والاتفاق فيما بينهم، والتي تُقيم مجتمعًا اشتراكيًّا، متكافلاً
متعاونًا.
والأربع الباقية، وهي:
﴿ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ﴾ [البقرة: 177]،
تتعلَّق بالكمالات الإنسانيَّة التي هي من قَبيل تهذيب النفس، وتزكيتها،
وتطهيرها مِن مساوئ الأخلاق، وقبائِح الأفعال، وتَطهير المجتمعات من
المذاهب الهدَّامة، والآراء المنحرِفة، وإشاعة الفضائل فيها، ولا يَسع
الإنسانَ ذا الحس المرهف بعد هذا المطاف في فلك الآية الكريمة ورِحابها
الفسيحة، إلا أن يُردِّد قول الله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].
وقال - سبحانه - في سورة البقرة أيضًا: ﴿ وَلَيْسَ
الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ
مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].
كان أهلُ الجاهلية إذا رَجعوا من حجٍّ أو عُمرة أو سفر دخلوا البيوتَ مِن
ظهروها، ويعتبرون ذلك برًّا، فبيَّن الله - سبحانه - لهم أنها رُسومٌ ظاهرة
ليستْ من البر في شيء، وإنما البرُّ هو بِرُّ مَن اتقى الله واتقى الفواحش
ما ظهَر منها وما بطَن، فالبر هنا بمعناه العام وهو الخير والحق.
وقال - تعالى -: في سورة آل عمران: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92].
فالبر قيل:
المراد به الجَنة ونعيمها، كما رُوي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إذ
البِر سبيلُ الجنة أو الثواب الكثير، كما رُوي عن غيره، والمعنيان
متقارِبان، وقيل: المراد به: كمال الإحسان، وأيًّا ما كان المراد فالآية
مرغِّبة في الإنفاق، دالَّة على أنه من أفضلِ أنواع البر، وقد أرشدتِ الآية
إلى أدَب من آداب الإنفاق، وهو الإنفاق ممَّا يحب لا ممَّا يُبغض ويَكره،
وتلك - لعَمر الحق - أمارةٌ من أمارات الإخلاص، وفي الكتاب الكريم أيضًا: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ
تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [البقرة: 267].
وقدْ كان السَّلف الصالح - رضوان الله عليهم - أشدَّ الناس تمسُّكًا بهذا
الأدَب، وأحرصَهم على هذا البر، رَوى البخاريُّ ومسلم عن أنس - رضي الله
عنه - قال: "كان أبو طلحة - رضي الله عنه - أكثرَ الأنصار بالمدينة مالاً
من نخل، وكان أحبّ أمواله إليه بيرحاء، وكانتْ مستقبلة المسجد، وكان رسول
الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدخلها ويشرَب مِن ماءٍ فيها طيِّب - أي:
عذْب - قال أنس: فلما نزلتْ هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92] جاء أبو طلحة إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسولَ الله، الله تعالى أنزَل عليك: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
[آل عمران: 92]، وإنَّ أحب أموالي إليَّ "بيرحاء" وإنَّها صدقةٌ لله تعالى
أرْجو بِرَّها وذخرها عندَ الله، فضعْها يا رسول الله حيث أراكَ الله.
فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بخ بخ، ذلك مال رابِح.. ذلك
مال رابِح، وقد سمعتُ ما قلتَ وإني أرَى أن تجعلَها في الأقربين))، فقال
أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبنِي عمِّه.
وفي الصحيحين أنَّ عمر - رضي الله تعالى عنه - قال: يا رسولَ الله، لم أصبْ
مالاً قط هو أنفسُ عندي من سَهمي الذي هو بخيبر فما تأمُرني به؟ قال:
((حبس الأصل وسَبْل الثمرة))؛ أي: وقف الأصل، واجعلْ ثمرتَها للفقراء
والمحتاجين، وعن حمزة بن عبدالله بن عمر قال: قال عبدالله - يعني: أباه -
حضرتْني هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
[آل عمران: 92]، فذكرتُ ما أعطاني الله فلم أجدْ شيئًا أحبَّ إلي من
جاريتي رُويمة، فقلتُ: هي حُرَّة لوجه الله تعالى، ولولا أنِّي لا أعود في
شيءٍ جعلتُه لله لتزوجتُها، وكان عمرُ بن عبدالعزيز - رضي الله تعالى عنه -
يَشتري أعدالَ السكر ويتصدَّق بها، فقيل له: لِمَ لا تتصدَّق بثمنها؟ قال:
لأني أحبُّ السكر فأردتُ أن أتصدَّق ممَّا أحب".
وقال - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾
[المائدة: 2]، والبر هنا: جماع كل خير وطاعة؛ قال الإمام الماوردي في هذه
الآية: "ندَب الله سبحانه إلى التعاون على البر وقرَنه بالتقوى له؛ لأنَّ
في التقوى رضاءَ الله وفي البِر رضاء الناس، ومَن جمَع بين رِضاء الله
تعالى ورِضا الناس فقد تمَّتْ سعادتُه وعمَّت نعمتُه".
وقد أوجبتِ الآية على المسلمين أن يتعاونوا على كلِّ ما فيه خيرُهم
الدِّيني والدنيوي، وألاَّ يضن الفردُ على الجماعة بما يُحسن مِن علم أو
صناعة أو خِبرة، وبما يملك من مال، وقد دلَّتِ الآيةُ على تأصُّل روح
التعاون في الإسلام، وأنَّه دعا إلى التعاون قبل أن يعرفَ العالم الغربي
ذلك ببضعة قُرون.
وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾
[المجادلة: 9]، رغَّب الله سبحانه المؤمنين ألاَّ يكونوا كاليهود
والمنافقين الذين كانوا يَتناجون بما فيه الإثم ومعصية الرسول، وأن يكون
تَناجيهم بالبر والتقوى، فالبِر كل ما فيه خيرُ المسلمين ونَصرهم وطاعة
الرسول.
وقال - تعالى -: ﴿ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ
الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ
دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
والمراد بالبِر هنا:
الصِّلة وحُسن المعاملة، وهذا غاية السمو والتسامُح، ألاَّ يمنع الإسلام
معتنقيه من الإحسان إلى مَن ليس على دِينهم ما دام مسالمًا ومِن معاملتهم
بالحسنة والعدل، وقدْ كان هذا المبدأ هو السائِد والمطبَّق في الدولة
الإسلامية في عصورها الذهبيَّة الأولى، ولا يزال إلى يومنا هذا.
وفي صحيح البخاريِّ عن أسماءَ قالت: قدمتْ أمِّي مشركة في عهد قريش - يعني:
بعد صُلح الحديبيَّة - فاستفتيتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت:
إنَّ أمِّي قدِمت وهي راغبة - يعني: في بِري وصِلتي أو راغبة عن الإسلام -
أفأصِلها؟ قال: ((نَعمْ، صِلي أمَّكِ))، وفي رواية فأنزل الله: ﴿ لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ ... ﴾ الآية.
وكما عرَض الحق - تبارك وتعالى - لمعاني البِر في القرآن الكريم عرَض
للأبرار وما أعدَّه لهم مِن رفيع المنزلة، وجزيل الثواب؛ قال - تعالى - في
سورة الإنسان:﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ
مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ
اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ
يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى
حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ
لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 5 - 9].
فالأبرار:
هُم المؤمنون الذين يَعملون الصالحات التي منها هذه الأعمال، وقد أشار الله
- سبحانه - إلى ما أعدَّه للأبرار مجملاً مع مقارنته بما أعدَّ للفجار،
فقال: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13 - 14]، ثم كرَّر الله هذه العدة الجميلة والمنزلة الرفيعة بشيءٍ من التفصيل في سورة المطففين، فقال: ﴿
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ *
تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ
مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ
الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 22 - 26].
ومِن لطائف القرآن أن يأتيَ هذا الوعد الكريم في السُّور الأواخر على نسَق
ترتيب السور في المصحَف؛ ليكونَ بمثابة الغاية بعدَ الوسيلة، والنتيجة بعدَ
المقدِّمات.
وبعدُ، فهذا لفظُ البِر، وهذه مواردُ استعمالاته، وهي تُرينا مكانة البر في
الإسلام وأنَّه يكون رافدًا مِن روافد التكافُل الاجتماعي فيه، وأنَّ
المسلمين الأوائل بلغوا مِن سماحة النفس، وسخاء اليد، وكرَم الطِّباع وحب
الإيثار درجةً صاروا بها مثلاً في الأوَّلين والآخرين، وأنَّ الإسلام دين
التعاون على البِر والخير بكلِّ ما تحمِله هاتان الكلمتان من معانٍ، وأنَّ
المسلمين لا يزالون بخير ما اهتدَوا بهَدْي القرآن، والتزَمُوا سُنة خاتم
الأنبياء.